الاثنين، 9 نوفمبر 2009

المحاضرة الرابعة

القوانين العامة للنمو

يحدث النمو بطريقة تحكمها عدة مبادئ أساسية وحقائق ثابتة وقوانين عامة تساعد الوالدين والمربيين في التعاون مع الاتجاه الطبيعي للنمو بدلا من أن يجاهدوا في اتجاه مضاد.

اهم المبادي والحقائق القوانين العامة للنمو

* النمو عملية مستمرة متدرجة تتضمن نواحي التغيير المي والكيفي والعضوي والوظيفي: النمو العادي عملية متصلة منذ بدء الحمل حتى نهاية الحياة وكل مرحلة من مراحل النمو تتوقف علي ما قبلها وتؤثر فيما بعدها. ولا توجد ثغرات أو وقفات في عملية النمو العادي .ولكن يوجد نمو كامن ونمو ظاهر، ونمو بطئ ونمو سريع الي ان يتم النضج ويستمر حتى يبدأ الضعف والتدهور والنهاية وظهور علامات محددة في النمو لا يعني أنها تظهر فجأة أو دفعة واحدة، ولكن قد يسبقها نمو كامن فمثلا الأسنان الأولي تظهر خلال العام الأول من حياة الطفل بينما يبدأ تكونها منذ الشهر الخامس من عمر الجنين.

* النمو يسير في مراحل: إن حياة الفرد تكون وحدة واحده،إلا ان نموه يسير في مراحل النمو تتداخل في بعضها البعض حتى ليصعب التميز بين نهاية مرحلة وبين بداية المرحلة التي تليها، إلا ان الفروق بين المراحل المتتالية تتضح بين منتصف كل مرحلة والمرحلة السابقة والمرحلة اللاحقة.

* كل مرحلة من مراحل النمو لها سمات خاصة ومظاهر مميزة: إن كل مرحلة من مراحل النمو لها سماتها الخاصة ومظاهرها المميزة فسلوك اللعب في مراحل الطفولة المتتالية نجد فيه أن لعب الرضيع يختلف أسلوبا وتعقيدا ونظاما ونوعية عن لعب الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة رغم ان و موافقة قد تكون متشابهة تماما. وإذا حدث تشابه بينهما فان هذا الوضع يصنع أمامنا عدة احتمالات منها إن الطفل قد يكون متأخرا في النمو وان الرضيع قد يكون متقدما ولهذا القانون أو المبدأ العام أهمية خاصة في التشخيص النفسي نسبه الذكاء =العمر العقلي\العمر الزمنيْx100

* سرعة النمو في مراحله المختلفة متفاوتة:

يسير النمو منذ اللحظة الأولي للإخصاب بسرعة، ولكن هذه السرعة ليست مطردة وليست علي وتيرة واحدة فمرحلة ما قبل الميلاد هي أسرع مراحل النمو ثم تبطئ هذه السرعة نسبيا بعد الميلاد ثم تظل سريعة في مرحلة الرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة ثم تستقر سرعة النمو نسبيا في الطفولة الوسطي والمتأخرة ثم تحدث تغيرات سريعة وقوية في مرحلة المراهقة(لدرجة أنها تسمي أحيانا الولادة الثانية) ثم تهدا هذه السرعة إلي أن تستقر تماما في نهاية مرحلة المراهقة وبداية النضج ثم يسير النمو هكذا إلي إن تأتي مرحلة الشيخوخة فيبدأ التدهور أو الضعف

.

* المظاهر العديدة للنمو تسير بسرعات مختلفة:

لكل مظهر من مظاهر النمو سرعته الخاصة به، ويختلف معدل النمو من مظهر إلي آخر ،ولا تنمو أجزاء الجسم بسرعة واحدة. ومن هنا يجب اتخاذ مقاييس مختلفة لهذه المظاهر، فنحن نفرق بين العمر التشريحي والعمر العقلي والعمر الانفعالي والعمر الاجتماعي. فمثلا في بداية مرحلة المراهقة تنصرف طاقة النمو الي مظاهر الجسمية الفسيولوجية علي حساب النمو العقلي والتحصيلي، لذلك يري البعض انه ينبغي عمل حساب هذا المبدأ في التدريس فتنخفض ساعات العمل وتقل الواجبات المدرسية نسبيا في هذه الفترة.

* النمو يتأثر بالظروف الداخلية والخارجية:

تتأثر سرعة النمو وأسلوبه بالظروف ومن الظروف الداخلية التي تؤثر في النمو الأساسي الوراثي للفرد الذي يحدد نقطة الانطلاق لمظاهر النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي فنقص إفرازات الغدد قد يؤدي إلي الضعف العقلي (كما في حالة نقص إفراز الغدة الدرقية) ومن الظروف الخارجية التي يؤثر في النمو التغذية والنشاط الذي يتاح للطفل والراحة وأساليب التعلم والثقافة .

* الفرد ينمو نموا داخليا كليا: ينمو الفرد داخليا ويستجيب ككائن حي كلي( مصدر نموه هو الفرد نفسه)أي ينمو من الداخل وليس من الخارج

* النمو عملية معقدة جميع مظاهره متداخلة تداخلا وثيقا مترابطة ترابطا موجبا

النمو مظهر عام معقد والمظاهر الجزئية الخاصة منه متداخلة فيما بينها تداخلا وثيقا ومرتبطة فيما بينها بحيث لا يمكن فهم أي مظهر من مظاهر النمو إلا عن طريق دراسته في علاقاته مع المظاهر الأخرى .(فالنمو العقلي يرتبط ارتباط وثيقا بالنمو الجسمي وبالنمو الانفعالي والاجتماعي )

* الفروق الفردية واضحة في النمو وكل فرد ينمو بطريقة وأسلوب خاص:

يختلف الإفراد فيما بينهم من حيث سرعة النمو كما وكيفا. كما أن معدل النمو يختلف من طفل لآخر ,لا يمكن أن ينمو طفلين بطريقة متشابهة في الأسرة

يلاحظ وجود فروق فردية بين الجنسين في النمو فالوزن يكون البنين أثقل في معظم مراحل النمو.

* النمو يسير من العام إلي الخاص ومن الكل إلي الجزء.

يسير النمو من العام إلي الخاص ومن المجمل إلي المفصل فالطفل لكي يصل إلي لعبته يتحرك بكل جسمه في بادئ الأمر ثم اليدين ثم الكف كله ثم بأصبعين.مثال التعليم ألان الجملة أولا ثم الكلمة والكلمة قبل الحروف الهجائية.

* النمو يتخذ اتجاها طوليا من الرأس إلي القدمين:

يتجه النمو في تطوره العضوي والوظيفي اتجاها طوليا من الرأس والقدمين,فأن تكوين ووظائف الأجزاء العليا من الجسم يسبق الأجزاء السفلي منه فنجد أن براعم الذراعين يظهران قبل براعم الساقين وهو يستطيع أن يحرك رأسه قبل أن يستطيع تحريك يديه وقدميه.

* النمو يتخذ اتجاها مستعرضا من المحور الرأسي للجسم إلي الأطراف الخارجية يتجه النمو في تطوره العضوي والوظيفي اتجاها مستعرضا من الجذع إلي الأطراف,مثال السيطرة الحركية تتدرج من الذراع إلي اليد إلي الأصابع فالطفل يمسك القلم براحة يده كلها قبل أن يمسك به في وضع الكتابة العادي.

* النمو يمكن التنبوء باتجاهه العام:

* من أهداف علم النفس بصفة عامة إمكانية التنبوء بالسلوك وإمكانية ضبطه حيث أن النمو يسير في نظام وتتابع إذا تساوت الظروف الأخرى

* الطفولة هي مرحلة الأساس بالنسبة للنمو في مراحله التالية:

يوضع في مرحلة الطفولة أساس بناء شخصية الفرد ديناميا ووظيفيا ويوضع أساس السلوك المكتسب الذي يساعد الفرد في توافقه في مراحل النمو التالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق