الوليد ( من الميلاد حتى أسبوعين)
وبعد تمام الولادة عن طريق انقباضات الرحم وخروج الجنين إلي الحياة يجب أن يتم فحص طبي شامل لكل من الوليد وإلام. فبالنسبة للوليد لابد أن تبدأ عملية التنفس فورا للتأكد من خلوه من التشوهات والعلامات المرضية وبالنسبة للام التأكد من سلامتها بعد الولادة. والولادة عملية انتقال من بيئة الرحم إلي العالم الخارجي حيث يبدأ الجنين في التنفس مستقلا بذاته ويبدو ذلك في شكل صيحة الميلاد نتيجة مرور الهواء لأول مرة بحباله الصوتية. فهناك صدمة الميلاد :والتي تعتبر صدمة نفسية رهيبة في حياة الطفل. وعلي الوالدين أن يستعدا نفسيا لرعاية الوليد في كافة نواحي نموه
مكن استعانة الوالدين بالأخصائيين والكتيبات والأفلام وذلك إشارة إلي مبدأ استمرار النمو فحالة الوليد في بداية هذه المرحلة تتوقف علي ما حدث أثناء مرحلة ما قبل الميلاد وفي نفس الوقت فان ما يحدث في هذه المرحلة سوف يتوقف عليه حالة الرضيع فالمراهق------
أما عن تسمية الوليد فمن حقه علي والديه أن يسمياه اسما حسنا لما للاسم من أثر نفسي فعال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :أنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسمائكم. صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
النمو الجسمي
يخرج الوليد من بطن أمه كامل التكوين من الناحية الجسمية بمعني أن أجهزته كاملة ومستعدة للعمل .
مظاهره: الجلد مجعدا --- تغطيه مادة دهنية شمعية تزول من تلقاء نفسها بعد ساعات ---ويكون لونه ضاربا للحمرة ---وتكون الأطراف غير متماسكة وتبدو الرجلين مقوستان قليلا , وتكون العظام لينة, وعظم الرأس به يأفوخ حيث تكون العظام غير ملتحمة ونحس أن بها فجوة --- يحميها غشاء متين تحت الجلد ويكون التحام هذه العظام حول اليأفوخ في العام الثاني. وتكون العضلات ضعيفة ومن صفات الجسم الخاصة:
الرضيع( من أسبوعين إلي عامين)
فترة الرضاعة الرضيع( من أسبوعين إلي عامين)
قال تعالي :“والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ”
وقالي صلي الله عليه وسلم ” لإرضاعه إلا ما كان في الحولين“ صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
تعتبر الرضاعة مرحلة من أهم مراحل الطفولة حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد وإذا كانت عوامل النمو سليمة ومواتية كان نمو الشخصية سليما ,وإذا كانت عوامل النمو ذات تأثير ضار كان نمو الشخصية مضطربا غير متوافق.
وعلي الرغم من أن هذه المرحلة لا تكون كلها رضاعة إلا أن التسمية تطلق علي الرضيع حتى سن سنتين وهذه المرحلة
تعتبر مرحلة اكتشاف العالم الخارجي وتوسيعه.
النمو الجسمي
تشهد هذه المرحلة زيادة تحكم الرضيع في جسمه. يبدأ ظهور الأسنان في الشهر السادس وتظهر الأسنان في مجموعتين الأولي تعرف باسم الأسنان اللبنية المؤقتة وعددها 20 والثانية وهي الدائمة وعددها 32 وتعتبر عملية عنيفة وقد يصاحبها إذا بدأت مبكرة ارتفاع في درجة الحرارة وإسهال.
وتنمو العضلات في حجمها وليس في عددها وتنمو القدرة علي التحكم في العضلات الكبيرة وبصفة خاصة.
يزداد الطول زيادة مطرده تتناقص في نهاية المرحلة .ويتطور نمو الهيكل العظمي ويستمر من الغضاريف إلي العظام
وبعد خمسة أشهر يصل الوزن إلي 6كجم أي ضعف ما كان عليه عند الميلاد .ويختلف نسبه الجسم عند الرضيع عنها عند الراشد. وتكون الفروق الفردية واضحة خاصة في الحجم والطول والوزن. والفروق الفردية بين الجنسين : يظل الذكور اكبر حجما وأثقل وزنا وأطول قليلا من الإناث وتظهر الأسنان عند الإناث مبكرة عنها عند الذكور.
ويتأثر النمو الجسمي بالتغذية بصفة خاصة في نمو العظام ,كما تؤثر العوامل الاقتصادية في النمو الجسمي بصفة عامة كما يؤثر النوم المنتظم الصحي والوقاية من الأمراض وحرية الحركة والتمرين. وفي هذه المرحلة لابد من وقاية الأطفال من الأمراض وتحصينهم وتطعيمهم ضد الأمراض المعروفة في الطفولة وتجنب مقارنة الطفل بالآخرين نظرا للفروق الفردية ولا داعي للقلق من تأخر الرضيع في النمو في بعض المظاهر
المظاهر الجسمية قليلا فحسب الفروق الفردية قد يتأخر ظهور الأسنان لدي الطفل العادي الي الشهر الثامن مثلا . مع تزويد الأطفال بالتغذية الملائمة والتهوية والضوء المناسب
النمو الحركي:
يتوقف النمو الحركي علي التحسن المستمر في التآزر الحس العصبي العضلي. ومن أهم مطالب النمو الحركي في هذه المرحلة الحركة والجلوس والوقوف والحبو والمشي. يتحكم الرضيع في حركة الرأس أولا ثم الجذع ثم الجلوس ثم الوقوف ثم يلي ذلك الحبو ثم المشي ثم الجري وتتطور المهارات تبعا لزيادة العمر. ويزداد التآزر الحس الحركي وهذا يفيد في عملية استكشاف العالم المحيط به. وتتطور قدرة الرضيع علي تناول الأشياء والقبض عليها.
ويعتمد النمو الحركي علي قوة الطفل وسرعته ودقته في استخدام أعضاء جسمه وفي تنظيمه لحركاتها المختلفة ليؤدي عملا أو يكتسب مهارة حركية ,وهو يتأثر بالصحة العامة
يتأثر بالصحة العامة وبالتغذية
ويتطور النمو الحركي من العام إلي الخاص ومن اللامنظم إلي المنظم ومن الكلي إلي الجزئي ومن اللاإرادي إلي إرادي ومن اللامحدود إلي المحدود
وهنا يلاحظ الاتجاه الطولي للنمو الحركي من الرأس إلي القدمين والاتجاه المستعرض من المحور الرأس للجسم إلي الأطراف الخارجية
ويجب مراعاة:
- إتاحة فرصة حرية الحركة وإقلال الحد من حركة الر ضيع حيث يشبع النمو الحركي حاجة الرضيع إلي حب الاستطلاع.
- تجب إجبار الرضيع علي الجلوس قبل الأوان أو المشي قبل الأوان لأن ذلك يضر أكثر مما ينفعه.
- تشجيع الرضيع علي ارتداء ملابسه ,واللعب مع إخوانه , وتناول طعامه بنفسه.
- بذل الجهد في تعلم المهارات الحركية عندما يسمح نمو الجهاز العصبي الحركي بذلك وعندما يكون الطفل مستعدا لذلك.
- يترك للطفل حرية استخدام اليد التي يفضلها حتى لايؤدي الضغط والإجبار علي استخدام اليد الاخري إلي اضطرابات نفسية وعصبية وحركية.
النمو العقلي
يلاحظ سرعة نمو الذكاء في هذه المرحلة. يبدأ الرضيع في التعلم من الخبرات البسيطة والنشاط والممارسة والتدريب وتقليد الكبار خاصة الوالدين والإخوة ويساعد هذا في تعلم اللغة والانفعالات والميول والنظام.
والتعلم هنا يكون بطيئا نسبيا وينمو عن طريق المحاولة والخطأ.
ويلعب التعميم دورا هاما في عملية التعلم فالاستجابة المتعلمة لمثير واحد تميل هي نفسها للظهور بواسطة مثيرات أخري مماثلة أو مشابه للمثير الأصلي.
ويرتبط التذكر بالقدرة علي استخدام الألفاظ (والتذكر هو العملية العقلية التي تمكن الفرد من استرجاع الصور العقلية
الحسيه التي مرت به في ماضيه إلي حاضره.
وفي السنة الأولي ينس الرضيع بسرعة بدليل نسيان الآباء إذا غابوا أو افترقوا عنهم.
ويتأثر النمو العقلي بصفة عامة بالمناخ الثقافي الأسري والعوامل المادية والاقتصادية والحضارة والثقافة , فكلما كانت هذه العوامل مواتية كان النمو العقلي أفضل.
وهنا يجب إشباع حاجة الرضيع إلي الاستكشاف وحب الاستطلاع واختيار قدراته والتعبير عن نفسه.
النمو الانفعالي
السلوك الانفعالي لغة نفسية متعلمة للتأثير في الآخرين ,ويتعلم الأطفال بالتدريج وعن طريق التقليد وفي المواقف والخبرات المختلفة كلمات معيارية وتعبيرات شائعة للوجه وحركات معينة يعبرون بها عن انفعالاتهم , ويتعلمون بالتدريج أيضا طريقة التعبير الانفعالي للآخرين. وفي هذه المرحلة تتمايز الانفعالات ويوضح أساس مشاعر الفرد بالحب والقيمة والثقة في والشعور الأمن.
وتتركز استجابات الرضيع الانفعالية في أمرين :راحته الجسمية وتغذية جسمية.
ويلاحظ الإشراف الانفعالي وقوة الانفعالات والعواطف فهو يضحك كثيرا ويبكي كثيرا ومن السهل إن يستثار انفعاليا
وسرعان ما يهدأ وكأن شيئا لم يكن.
أن انفعال الفرح يلاحظ علي الرضيع نتيجة الراحة الجسمية ويكون التعبير عنه بالابتسام ومع النمو يزداد الفرح ويعبر عنه بالضحك عندما يكلمه الآخرين أو يلاعبونه.
ويكون الحب موجها نحو الأشخاص الذين يريحونه خاصة الوالدين وأعضاء الأسرة ويكون مؤقتا محدودا ثم نصير مستديما محددا نحو الأشخاص الذين يحققونه حاجاته وتتسع بالتدريج دائرة الحب حتى تشمل الغرباء
كما يعبر الرضيع عن الخوف بالبكاء أو الصياح أو الانسحاب أو اللجوء إلي ذراعي أمه ويظهر انفعال الخوف عند وجود المثيرات الغريبة كوحدة الغرباء أو الأصوات العالية أو عند تركه وحيدا في الظلام أو عند الشعور بالانفصال .
أو فقدان شخص عزيز كالأم مثلا , وهنا تظهر بوادر القلق.
ويظهر الغضب عندما يشعر بعدم الراحة الجسمية أو وجود عوائق في سبيل تحقيق حاجاته ,أو تدخل الكبار أكثر من اللازم في سلوكه.
تبدو الغيرة واضحة إذا شاركه أحد في محبة والديه حتى وان كان أحد إخوته خاصة المولود الجديد
تؤثر الصحة الجسمية العامة في النمو الانفعالي في هذه المرحلة
أن اضطراب الجو الأسري والنمط الانفعالي في الأسرة وفقدان أحد الوالدين له أثره الخطير علي النمو الانفعالي
ويلعب التعلم والخبرة دورا هاما في تطور الانفعال وتعديل مظاهره الخارجية ونموه نحو النضج.
فالرضيع يتعلم انفعال الخوف عن طريق الارتباط الشرطي مثل الخوف من الحيوانات و الخوف من الطبيب, وعن طريق تقليد الأم والكبار مثل الخوف من الظلام.
وتتميز انفعالات الرضيع بأنها قصيرة ألمدي ,سريعة, كثيرة,متحولة المظهر ,متذبذبة. ويؤدي التوتر والاضطراب الانفعالي إلي نقص استقرار الرضيع والي بعض اللازمات العصبية مثل مص الإبهام أو كثرة التبول وكثرة الصراخ والتخريب والانسحاب.
ويوضع أساس الأمن الانفعالي الذي هو محور الآمن النفسي منذ مرحلة الرضاعة.
وهنا لابد من الحرص والتدرج في عملية الفطام حتي لا تحدث أي مضاعفات انفعالية
الحرص علي التدريب علي ضبط الإخراج مع عدم اللجوء إلي الإجبار أو العقاب ولكن يعمل حساب التوقيت المناسب لعملية التدريب هذه.
خطورة اللجوء إلي العقاب لأنه قد يؤدي إلي خوف معمم.
النمو الاجتماعي
في هذه المرحلة يكون الرضيع اجتماعيا في حدود طاقاته المحدودة ومع النمو في مراحل العمر المتتالية يطرد اتساع العالم من حوله.
ويتأثر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة بالجو الأسري العام والعلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها.
وكذلك اتجاهات الوالدين.
وتؤثر التنشئة الخاطئة للطفل في الأسرة تأثيرا سيئا علي صحته النفسية وعلي نموه بصفة عامة. فالرضيع المحروم انفعاليا يسلك في النصف الثاني من عامه الأول سلوكا يبدو كأنه اعتراض علي الحرمان الانفعالي مثل الصراخ الزائد والخوف من الغرباء والتثبيت بالأم أو من يقوم مقامها.
فالطفل الذي يتم إيداعه بالمؤسسة – لسؤ حظه في نقص الرعاية الو الدية ينقصه إما مؤقتا أو بصفة دائمة – تنمية الحس المناسب والإشباع المنظم للجوع والعطش والفرص المتاحة لتعلم الأنواع المعقدة من السلوك الاجتماعي و الانفعالي والحركي وليس في المؤسسة من يتقمص شخصية ويتوحد معه وليس منها من يثق فيه, وليس فيها نموذج يحتذي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق